سمه توفيق الحكيم، وقد كان مولده في مدينة الإسكندرية المصرية، وقد كان ذلك في تاريخ التاسع من أكتوبر من العام 1898م، ويعدّ توفيق الحكيم من أشهر الكتاب والأدباء المصريين الذين ارتادوا مدرسة الرواية والكتابة المسرحية العربية، وقد كان توفيق الحكيم من الأسماء البارزة واللامعة التي كانت قد برزت ولمعت في الأدب العربي الحديث، وقد اختلف الجمهور العربي في طريقة استقباله لأعماله وكتابته ونتاجه الفني في الأدب العربي بين من كان يعتبره نجاحًا كبيرًا وعظيمًا تارة، وبين من كان يعتبره فشلًا عظيمًا واخفاقًا كبيرًا تارةً أخرى، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تبلور خصوصيته، أثّر أدب توفيق الحكيم وفكره على كثير من الأجيال التي تعاقبت في حياته وبعد موته، وقد كانت مسرحيته التي تحدثت عن أهل الكهف من أشهر المسرحيات والأعمال التي قام بتقديمها، وقد كان ذلك في العام 1933م حيث أنّ هذه المسرحية قد لاقت رواجًا كبيرًا، وكانت من الأحداث الهامة جدًا في الدراما العربية، فقد مثلت هذه المسرحية انطلاقةً كبيرةً، وتسببت في نشوء تيار مسرحي جديد، عرف في ذلك الوقت باسم التيار الذهني. وبالرغم من إنتاجات توفيق الحكيم التي تعتبر إنتاجات غزيرة، لم يقم توفيق الحكيم بالكتابة كثيرًا، حيث أنّه لم يكتب إلّا عددًا قليلًا جدًا من المسرحيات التي تمّ تمثيلها على المسارح الخشبية، فقد كانت معظم مسرحياته من النوع الذي كتب ليتم قراءته، ويتمّ من خلال قراءته، اكتشاف عالمًا من الدلائل والرموز التي يمكن أن يتم إسقاطها على الواقع بسهولةٍ كبيرةٍ؛ ليتم من خلال كل ذلك تقديم رؤية جديدة نقدية للحياة والمجتمع تتميز بقدر كبير من الوعي والعمق. سميّ تيار توفيق الحكيم المسرحي بالمسرح الذهني، وقد كان يعود ذلك لصعوبة تجسيد أفكاره من خلال عمل فني مسرحي، وقد أدرك توفيق الحكيم حقيقة هذا الأمر جيدًا، فقد قال ذات يوم أنّي أقيم مسرحي في داخل الذهن إلى آخر حديثه الذي شرح فيه كيفية عمله، وقد كان توفيق الحكيم أول من استّلهم في أعماله موضوعات مستمدة من التراث الوطني المصري، وقد قام الحكيم باستلهام هذا التراث عبر العصور المختلفة التي مرّت على مصر، سواًء كانت هذه العصور فرعونية أو رومانية أو قطبية أو إسلامية ونحو ذلك، وقد اتّهمه بعض النقاد بميوله للعصور الفرعونية، وكان هذا الاتّهام بعد إصداره لرواية عودة الروح. عاصر توفيق الحكيم الحربين العالميتين، وكان أيضًا قد عاصر كثيرًا من عمالقة الأدب والفن في حياته مثل: أحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، وغيرهم الكثير، وعاصر أيضًا كثيرًا من عمالقة الشعر مثل: أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وغيرهم من عمالقة الموسيقى، وعمالقة الفنّ المسرحي المصري، وكان توفيق الحكيم قد توفيّ في تاريخ السادس والعشرين من شهر يوليو من العام 1987م في مدينة القاهرة المصرية.